اتحرك: ردًّا على تبريرات الفنان زياد صالح بخصوص زيارة الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 48
عرضت منصّة “إستكانة” عبر قناتها على يوتيوب، مقابلة مصوّرة “بودكاست” أجرتها مع الفنان الأردني زياد صالح، وفي حوالي الدقيقة 24، “مرفق رابط المقابلة”،
بدأ الفنان صالح حديثه في معرض ردّه على سؤال بخصوص موقفه من الزيارات إلى الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948، “معتبرًا أن الزيارة وإقامة الحفلات الفنيّة ليست فعلًا تطبيعيًّا”، ولم يستفض بالحديث عن الموضوع، مُستدركًا ذلك بالقول أنه لا يعرف بالسياسة.
وعليه، ومن باب التوضيح وإعادة التوضيح، فإن تجمع اتحرك يؤكد على ما يلي بخصوص زيارة الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48:
أولًا: نُشير إلى أنه وخلال الأعوام الماضيّة، أصبحت حالة من الهرولة للذهاب لإحياء حفلات في مناطق الـ 48 من قبل فرق وفنّانين أردنيّين وعرب، وهذا بالتأكيد ما نعتبره يندرج ضمن التطبيع الثقافي الفنيّ.
ثانيًّا: إننا نعتبر أن التطبيع الفنيّ من شأنه أن يُزيل حالة العداء مع الكيان الصهيوني الذي هو المستفيد الأول من الحفلات العربيّة التي تُقام في أراضي الـ 48، ابتداءً من تأشيرات الدخول إلى تلك المناطق أي “الفيزا”، والتي تُستخرج من سفاراته، وليس انتهاءً بريع هذه الحفلات الذي سيُضخّ بطبيعة الحال في خزينة الكيان الصهيوني.
ثالثًا: يرى تجمعنا بأن إزالة الحاجز النفسيّ والعدائيّ للكيان هو ما يسعى إليه الاحتلال، وهو ما تسهله الحفلات الفنيّة والموسيقيّة العربيّة والأردنيّة ليظهر نفسه أمام العالم أنه يستقطب فنّانين، ولا مشكلة له مع العرب، يأتي هذا في ظل نجاح حملات المقاطعة دوليًّا، والتي كانت كفيلة بأن تجعله يُنفق مليارات الشيلات سنويًّا على مؤتمرات دوليّة يرعاها المجرم نتنياهو والهدف منها مواجه وتجريم ناشطي وحملات المقاطعة في العالم.
رابعًا: لكل من يدّعي بالقول بأن “لا علاقة للفن بالسياسة”، فإن تجمعنا يعتبر بأن الفن يجب أن يكون ذا رسالة ساميّة ويدافع عن القضايا الوطنيّة والإنسانيّة، الفن يجب أن يحاكي هموم الوطن لا أن توظف رسائله لخدمة العدو.
خامسًا: لطالما كانت مسؤوليّة ودور لجان مقاومة التطبيع توعويّة بالدرجة الأولى، لا تُبرِّر التطبيع، ولا تنزلق في تميّيع معايّير مناهضته تحت أيّ اعتبار، وفي الوقت نفسه، فإنّها ترتكز على أسس ومنهجيّة، والأهم من ذلك، أنها تهدف إلى كسب كل من أعلن عدوله عن أفعاله التطبيعيّة، هذا فيما لو كان “مُطبّعًا”، فالمكسب للجان مقاومة التطبيع هو عودة كل من ارتكب خطيئة التطبيع عن الأفعال التطبيعيّة والاعتذار عنها، أو كل من تعامل مع المُطبِّعين، ومن ثَمَّ الخاسر هو الاحتلال، وذلك كون العدو يسعى دائمًا لكسر الحاجز العدائيّ والنفسيّ المفروض عليه، ومن ثَمّ يشعر بأنّه اقترب أكثر من حلمه المتمثّل ليس فقط بوجوده، بل بـ”مشروعيّة” وجوده”.
دعوة بعدم خرق معايّير المقاطعة.
وعليه، وانطلاقًا من أصول المحافظة على الفن، فإن تجمعنا يُجدد دعوته ومطالبته بعدم الذهاب إلى الأراضي المحتلّة وعدم خرق أسس ومعايّير مناهضة التطبيع الثقافي الفني، كذلك نطالب نقابة الفنّانين الأردنيّين أن تقوم بالدور الوطني المناط بها، والرسالة الساميّة التي يجب على الفنان أن يُحافظ عليها لخدمة الصالح الوطني والقضايا الوطنيّة، وأن تقوم كذلك بتفعيل هذا الدور عبر مساءلة ومحاسبة كل من يخرق معايّير المقاطعة.